بعد الأحداث اللبنانية الأخيرة بين المعارضة والمولاة، بدأ ضجيج الإعلام الموجه،يسلط الضوء على عناوين الصراع المذهبي السني– الشيعي في لبنان, وأن السنةاللبنانيين على حافة ابتلاعهم, سياسيا وأمنيا من قبل الشيعة،وكأن الحملة الإعلامية المبرمجة مسبقا حتى في التفاصيل المطلوب إثارتها عند بدء الأحداث, بعيدا عن نتائجها,وفي هذا السياق لا بد من الإضاءة على المغالطات الكثيرة التي يستند إليها أرباب الإثارة الطائفية ومنها:
- إن الأحداث كانت نتاج قرارات خارج دائرة الصراع السياسي الداخلي, بل تمس جوهر القضية الأساس,وهي قضية بقاء لبنان مستباحا أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية ، أم أن السلاح المقاوم سيبقى حصن وملجأ اللبنانيين في الدفاع عن وطنهم.
- إن الصراع هو بين فريقين, أطلقا على أنفسهما صفات وألقابا بعيدة عن الأسماء الدينية والمذهبية, وهي(معارضة وموالاة)( أكثرية وأقلية)( 14آذار و8آذار ) وإقليميا, (المعتدلين العرب) و(محور الممانعة) وكل هذه الأسماء ليست شيعية أو سنية بل جهات سياسية.
- إن المعارضة هي تحالف للقوى السياسية المتنوعة طائفيا, مسلمين ومسيحيين ومن كل المذاهب, بالإضافة إلى أحزاب علمانية وقومية, وكذلك جهة الموالاة تكاد تتقابل مع المعارضة بنسيجها ألطوائفي والمذهبي, وبالتالي فإن اختزال أطراف المعارضة وتذويبهم بالعنوان الشيعي, ومن ثم تذويبهم في حزب الله مقابل اختزال الموالاة بالسنة ,عبر تيار المستقبل وفي ذلك انقلاب على الحقيقة وتزوير للوقائع ومجافاة للعمل السياسي الوطني،ومحاولة بذر الفتنة.
وللدلالة على خطأ التوصيف ,ولإثبات عنوانه السياسي وليس المذهبي, فإن خاتمة الأحداث والمأزق السياسي, في إتفاق الدوحة الذي شكل مدخلا لبدء ترميم المؤسسات الدستورية, ولبدء الحوار الوطني، كان بين فريقي ( المعارضة والمولاة ) بعناصرهما الطائفية المتنوعة, وليست بين ( المجلس الإسلامي الشيعي ) و ( دار الفتوى ) وردا على الذين يفرون من مواقفهم الخاطئة, المتجهة نحو الاستسلام والتسليم بالقدر الإسرائيلي والأميركي بعنوان ملطف ( الاعتدال العربي ) فلا بد من طرح السؤال..؟
هل أن الصراع في فلسطين بين حركتي ( حماس وفتح ) سياسي أم مذهبي وكلاهما من المذهب السني؟
أم أن الصراع بين التيار الصدري وحكومة المالكي هو سياسي ام مذهبي وكلاهما من المذهب الشيعي..؟
أم أن الصراع بين مشروعي(المقاومة و الاعتدال )و بين مشروعي استرجاع الحق بالكفاح المسلح أم بالعمل السياسي عبر المفاوضات المملة والمذلة وغير المنتجة والتي لم تطلق أسيرا أو ترفع حاجزا؟.
وهل أن سياسة الاعتدال والتحالف مع أميركا تشكل ( المذهب السياسي ) لبعض المسلمين السنة, وهذا ما تخالفه الوقائع في فلسطين والعراق ولبنان وكل البلاد الإسلامية, فقرارات الأنظمة لا تمثل فتاوى دينية للمجتمعات الفقهية السنية بل هي قرارات وزارية وملكية... وبالتالي من الخطيئة والخطأ , وصفها بقرارات سنية لأن الإسلام الحقيقي بمذاهبه المتعددة يقف بمواجهة الاحتلال وحصنا للمظلوم ودفاعا عن المقاومة
وبالتالي فإن المسلم الشيعي أو السني يفقد هويته الإسلامية إذا كان سلوكه السياسي والأخلاقي متناقضا مع القيم الأخلاقية والسلوكية للإسلام، حيث أن الإسلام ليس جنسية تؤخذ بالولادة أو تمنح عبر قانون .
ولذا فإن المسلم السني والشيعي يتمثلان بكل مسلم يتبع رسول الله (ص) في سلوكياته السياسية والعسكرية والاجتماعية فإذا ما تعارضت سلوكياته مع السنة النبوية, وتوافقت مع الحكومات والأنظمة سقطت عن هذا الشخص صفة الموقف الإسلامي.
ولذا فإن منظومة الوعي لدى المسلمين, تتحمل مسؤولية التفهم وتوضيح الالتباسات ,وكشف حقيقة الصراع, بأنه صراع سياسي عقائدي بين الحق والباطل, بين الاحتلال والمقاومة بين الكرامة والإذلال .
وبالتالي فإن الصراع ليس مذهبيا أيها الأخوة!!!.