في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على السيادة اللبنانية،والمقاومة في تموز2006،يضغط الاحتلال الأميركي على الحكومة العراقية لتوقيع اتفاقية يستبدال الاحتلال الأميركي المخالف للقوانين الدولية،باعتراف عراقي عبر الحكومة العراقية(المنتخبة)في ظل الاحتلال،وذلك لتأمين ديمومة السيطرة الأميركية على العراق بما يمثله من موقع جيوسياسي وعسكري في المنطقة،ومما يمثله من خزان نفطي عالمي،وليشكل موطئ القدم الثانية،إلى جانب الموطئ الإسرائيلية في فلسطين،حيث يصبح شعار الدولة الصهيونية( اليهودية)بأن حدودها من(النيل إلى الفرات)قد تحقق مع تغيير بسيط في أدوات التنفيذ،حيث أن العجز الإسرائيلي عن الوصول إلى الفرات فقد نفذته الجيوش الأميركية التي أعلن رئيسها بوش في الكنيست الإسرائيلي،أن شعب إسرائيل الذي يقاتل هو 307ملايين أي مجموع الشعب الإسرائيلي والأميركي في مواجهة العرب،ولذا فإن الاتفاقية الأميركية تمثل حرب تموز الثانية،بالأصالة عن أميركا،بعد أن كانت حرب تموز الأولى بيد إسرائيلية بالوكالة عن أميركا والمشروع الاستعماري العالمي،وتأتي الاتفاقية الأميركية المفروضة على العراق،في الذكرى الستين للنكبة و اغتصاب فلسطين،دون أن يوقع الفلسطينيون على التنازل أو القبول،فيما سيصبح الاحتلال الأميركي،المستعمر،شرعي الوجود،باعتراف وتوقيع عراقي،وهذا ما يعطي الأميركيين(ومستقبل العراق وحاضره)بعد أن تم مصادرة الماضي بتأييد أميركي عبر نظام صدام حسين،واستخدامه أداة لعدم استقرار الخليج،ومن ثم أخذه مبررا للغزو واحتلال العراق وتهديد الأمن القومي والوطني لكل الدول المجاورة...وإذا كانت مسؤولية العراقيين حكومة وشعبا ومراجع روحية أن تتصدى لهذه الاتفاقية،وبشكل واضح،دون أي التباس أو ضبابية في المواقف،حتى لا تتكرر النكبة الفلسطينية فإن مسؤولية العالم العربي والإسلامي،أنظمة وشعوبا،شخصيات وطنية ودينية،أحزابا ومنظمات،إعلاما وأدباء،لا تقل عن مسؤولية العراقيين،حيث أن جزء من مشكلة الشعب الفلسطيني أنه ترك وحيدا في معركته ضد الصهاينة والاستعمار البريطاني،وتعرضه للخديعة والمؤامرة من بعض العرب ولذا فإن التخلي عن دعم العراق وشعبه في هذه اللحظات السياسية،هو خيانة للأمة والحديث الشريف(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم،كمثل الجسد الواحد،الذي إن اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).
فالنداء إلى كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم،إلى كل الوطنيين والقوميين أن يساهموا في معركة تحرير العراق من الاحتلال المباشر غير الشرعي الموجود الآن،ومن الاحتلال(المشرع)عبر الاتفاقية الأمنية،كجزء من تحرير الأمة من الضياع والاستعمار،والذوبان،فكما أن الظلم والاحتلال يحشد صفوفه على باطله،على أي حركة ممانعة أو مقاومة،فعلى حركات المقاومة المسلحة أو المدنية،أن تتحد وتنسق مع بعضها البعض كجبهة مواجهة(محور الشر)الأميركي وحلفائه الذين ينهشون الأمة ،حتى كادت تمحى من الموجود،بعد أن تم محوها من دائرة الفصل والتأثير،وكما فشلت حرب تموز للقضاء على المقاومة في لبنان،وكما اسقط إتفاق17آيار إبان الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عبر ألاف الشهداء والخسائر المادية،لكن بقي الكيان والسيادة والعزة الوطنية،فإن من واجب العراقيين إسقاط هذه الاتفاقية وواجب العرب والمسلمين التضامن والنصرة حتى لا يتم تحقيق حلم دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات،ولا بد من البدء بمحو الأزرقين عن العلم الإسرائيلي لكتابة صفحة بيضاء جديدة،تعلن أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين،وكنيسة القيامة،وليست وكرا للصوص الصهاينة وأسيادهم،و أن العراق لا يمكن إلا أن يكون كربلاء والنجف،ضد الظلم والانحراف،وأن الإصلاح والحرية،لا يقتصر على الدعاء بل الكثير من القطران،وقطران الحرية والسيادة،هو الدم المجاهد،يرسم حدود التنازلات،ويطلب اندحار الغزاة بالقوة،حيث أن من انتظر إعادة اللاجئين الفلسطينيين عبر الأمم المتحدة لا يزال ينتظر،ومن انتظر تحرير جنوب لبنان بالقرار الدولي أكثر من 25عاما،ولم تستعاد الأرض إلا برصاص الشهداء،وغزة لم تعد إلى أهلها حتى ولو محاصره إلا بصمود أهلها،ودماء شهدائها.
أيها العراقيون،ودفعتم حوالي المليون شهيد ضحايا الاحتلال و النتيجة استعمار واحتلال بتوقيع عراقي،فادفعوا مليون شهيد،لتكون النتيجة سيادة واستقلال وحرية والأهم استعادة الكرامة والقرار .