حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589455 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
15/11/2006

المصدر: البلد
عدد القرّاءالاجمالي : 3492


لقد عانى العرب في تاريخهم الحديث من الهزائم المتكررة و التخلف العلمي على مستوى الأمة,مع نجاحهم على مستوى الأفراد,الذين يهاجرون إلى الخارج, وتصادر عقولهم وابداعاتهم المتنوعة,مما رسخ ثقافة الهزيمة عند اجيالنا وصولاٌ لفقدان الثقة بالنفس,والقدرة على التغيير أو المقاومة أو الصمود,وتخللت هذه الحقبة ومضات مضيئة كان آخرها حرب تشرين عام1973والتي أجهضت نتائجها بثغرة الدفرسوار العسكري على الجبهة المصرية,و الذي تبعها دفرسوار سياسي تمثل بزيارة السادات الى ْاسرائيل وتوقيع معاهدة الصلح بين الطرفين ,خاصة اننا نعيش منذ نكبة فلسطين كآبة سياسية ونفسية وعدم استقرار عسكري اجبرت الأنظمة لضعفها بالتبعية المطلقة للغرب,والهلع من إسرائيل,والتناحر بين البلدان العربية, وانهيار المؤسسات العربيةالجامعة,والهوة الكبيرة بين الشعوب والأنظمة,ولم يبق من قيمتنا الدولية,سوى برميل النفط الذي نصدره من صحارينا,وليس لنا جهد صناعته,لتتحول صورتنا في الخارج إلى(برميل نفط)يلبس الكوفية والعقال,يبحث عن فتاة في شارع أو ملهى,يرش عليها المال الذي لم يوضع في مكانه المناسب,لا في مصنع ولا مختبر للإبداع العلمي ولا في انتاج ثقافي,بل اغرانا الغربيون بأن نفتح البورصات المالية التي يديرونها و لا نعرف عنها شيئاٌ,وأقنعوا رجال الأعمال البسطاء بأنها كسب سهل وكبير,لكنها في الواقع استيلاء منظم و محترف بغطاء قانوني برضى المتعاملين,فكانت أول ضربة في(سوق المناخ)المالي في الكويت,وتوالت الإنتكاسات في الخليج وتوجت بالخسارة الأخيرة للبورصة السعودية والتي رفعت الخسارة الإجمالية الى(410 مليار دولار)خلال تسعة اشهر.العبيد بأنها تعمم منهجتها السياسية على العالم اعتمادا على القوة وليس على أي مئات اضعاف الخسائر المالية التي احدثها العدوان الاسرائيلي على لبنان,وكأن الغرب وأميركا قد استردا أموالهم المدفوعة بدل غلاء برميل النفط في الحقبة الأخيرة,دون أي ضجة تذكر بينما يحتاج الفلسطينيون إلى 1%من الخسارة المذكورة,لإعادة التوازن أو الحياة للإقتصاد الفلسطيني ولمساعدتهم في مواجهة الحرب الإسرائيلية ويمكن معالجة الفقر والأمية في العالم العربي والإسلامي بجزء يسير من هذا المال العربي.لكن الملفت أن أميركا بدأت تحصد فشلها الواحد تلو الآخر في أفغانستان,و في العراق و لبنان وفلسطين بعدم تمرير مشاريعها السياسية,ونجحت بتعميم الفوضى والقتل وتخريب النظم الحاكمة ففي أفغانستان,حبث نصبت حكومة بحماية عسكرية لا تستطيع أن تحكم إلا في مكاتب ضيقة في بضعة شوارع من كابول وفي العراق حكومة لا تستطيع أن تمنع قتلاٌ أو تفرض أمناٌ أو توفر عيشاٌ لائقاٌ,والخوف أن يتجه الحال في لبنان إلى حكومة تتعرى من التغطية الشعبية والسياسية,وتصبح حكومة بحماية أجنبية وثقة خارجية دون ثقة داخلية,مما يفتح الأبواب لتحويل الساحة اللبنانية إلىساحة أفغانية أو عراقية,لتنتقم أميركا من أعدائها في لبنان الذين منعوها من نجاح مشروعها,فتعاقب من معها لفشلهم وعجزهم عن تحقيق ما طلب منهم,وتعاقب من قاومها لأنه انتصر على مشروعها,خاصة بعد أن هزمت إسرائيل في حربها على لبنان,وآخر الإعترافات بذلك ما قاله الرئيس بوش لأولمرت,أن على إسرائيل تدريب جيشها وعلينا تسليحه,إشارة إلى ضعف الجيش الإسرائيلي,وتتوالى تداعيات الهزيمة الإسرائيلية بإستقالات الجنرالات على الجبهة الشمالية ولجان التحقيق والإستقالات التي ستتلاحق لتصل إلى وزير الدفاع أو رئيس الأركان.وأميركا التي حصدت فشلها في العراق ولبنان من خلال محاسبة الشعب الأميركي للجمهوريين,وبدأت رؤوس المشروع الأميركي العسكري في الخارج تتدحرج إبتداءٌ من رأس الهرم رامسفيلد وصولاٌ لمحاولة إقالة(بوق المشروع الأميركي)الأممي بولتون من الأمم المتحدة,وبدء ترويج فكرة الإنسحاب من العراق وفق مقترحات لجنة بيكر,وضرورة المفاوضات مع إيران وسوريا(أركان محور الشر)وفق المصطلح الأميركي.ومما يثير الدهشة أن أميركا تحاسب نفسها كنظام وتراجع خططها دون عناد وإسرائيل تحاسب جنرالاتها وسياسييها لتقييم الأداء وإعادة برمجة الخطط,ورئيس الوزراء البريطاني بلير يدعو لتتقييم السياسية الخارجية البريطانية,ويصل إلى إستنتاج وجوب طرح الشراكة مع إيران لحل مشاكل الشرق الأوسط,بينما في لبنان يتجه البعض عن سابق تصور وتصميم إلى الإنتحار السياسي والوجودي لأنه(كردي)و(عنيد)ولأن آخر ملقب{بفلان العنيد}وكأن المنهجية السياسية تقوم على (العناد)وليس على العقل والوطنية والحكمة والتضحية من أجل المصلحة الوطنية العامة وكأن العناد و الاصرار على الخطأ وعدم التراجع يصنع وطنا.الواقع أننا نفتش جميعاٌ عن المجرم الذي إغتال السلم الأهلي في لبنان من خلال إغتيال بعض رموزه,لكن الخوف أن نسلك الطريق الخطأ مما يؤدي إلى إغتيال{وطن}والتي بدأت ملامحه بالظهور من خلال الغاء ميثاق العيش المشترك ومرتكزات الديمقراطية التوافقية,والإصرار على التفرد في القرار الوطني بجميع مستوياته والذي يثير الاستهجان هواننا بدل الاحتفال بالنصر على العدو الإسرائيلي ومشاهدة(الزلزال)داخل الكيان الاسرائيلي,والطرب(للهزة)التي أصيب بها مشروع رايس للشرق الأوسط,نرى أننا نتجه نحو الإنتحار الجماعي في لبنان فيسقط مشروع الدولة,ويسقط العيش المشترك,ونبدأ بتهشيم اتفاق الطائف ونؤسس لنظرية الإلغاء الآحادي,الذي إن تم إقراره فستتجرع كأسه المرة جميع الطوائف,والفرقاء السياسيين واحداٌ تلو الآخر ولكن الأخطر ان وحدة وهوية الكيان الوطني ستتعرض للاهتزاز مع مستقبل الأجيال القادمة.

مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by